برهان غليون ينتقد عدم تمثيل سورية في أعمال القمة العربية

2017-03-29 :: قدس برس

 

انتقد الرئيس السابق "للمجلس الوطني السوري" المعارض، أستاذ علم الاجتماع في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون، غياب ممثل الشعب السوري عن فعاليات القمة العربية الثامنة والعشرين اليوم الاربعاء في منطقة البحر الميت بالأردن، واعتبر ذلك دليلا واقعيا عن عجز النظام العربي في مواجهة الأزمة السورية. 

ورأى غليون في حديث لـ "قدس برس"، أن القمة العربية دعت المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا لحضور فعاليات اجتماعات اليوم، هدفه حفظ ماء الوجه العربي إزاء عجزهم عن تقديم حل سياسي واقعي للأزمة السورية ولمطلب الاصلاح السياسي لدى الشعوب العربية". 

وأضاف: "من العار أن لا تستقبل القمة العربية المعارضة السورية، التي هي اليوم رغم ضعفها المعبر عن نبض الشعب السوري، هذا فضلا عن أن الجامعة العربية أخذت بالاجماع موقفا بتعليق مشاركة النظام السوري في الجامعة، وهو اعتراف رسمي بوجود مشكلة في سورية تستوجب موقفا عربيا". 

وأرجع غليون "التخبط والتردد العربي الرسمي إزاء الأزمة السورية لعدم وجود موقف عربي جدي وواضح إزاء التحولات السياسية والاجتماعية التي جرت في المنطقة العربية على مدى العقود الثلاثة الماضية". 

وأضاف: "سورية ضحية تردد النظام العربي الرسمي في التجاوب مع أي تغيير في قواعد ممارسة السلطة التي تجتاح منطقتنا العربية". 

وحول موقع الملف السوري ضمن ملفات القمة التي تستضيفها الأردن اليوم الاربعاء، قال غليون: "الجامعة العربية لا قدرة لها أن تفتح ملف سورية، لأنه سيفتح عليها ملف الإصلاح السياسي والتغيير والتعامل مع الشعوب، طالما أنه لا وجود لإرادة سياسية حقيقية للإصلاح". 

وأضاف: "القادة العرب غير قادرين على مواجهة الملف السوري، لذلك دعوا دي مستورا تعويضا عن عدم دعوتهم للشعب السوري، حتى يقولوا بأن القضية السورية عولجت من وجهة نظر المصالح الدولية". 

على صعيد آخر، قلل غليون من أهمية الرهان على مفاوضات جينيف التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف السورية في مدينة جينيف السويسرية، واعتبر أن هذه "المفاوضات ليست إلا استهلاكا للوقت طالما أن مواقف الدول المعنية بالأزمة السورية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية لم تظهر بعد". 

ونفى غليون أن يكون إسناد الإدارة الأمريكية لقوات سورية الديمقراطية في معركة الرقة ضد تنظيم الدولة، تعبيرا عن موقف أمريكي بالقبول بالحل الفيدرالي للأزمة السورية، وأكد أن "هذا استنتاج لا ينطبق مع التصريحات الرسمية الأمريكية المتمسكة بوحدة سورية". 

من جهة أخرى رأى غليون أن "القمة الروسية ـ الإيرانية التي استضافتها موسكو أمس الثلاثاء بين الرئيسين الروسي والإيراني، لم تكن من أجل بحث الحل في سورية، وإنما لحل الخلافات بين الطرفين إزاء مصالحهما ونفوذهما في سورية، حيث أن كلا البلدين يعتقد أنه صاحب الكلمة الفصل". 

وأضاف: "لا أحد قادر على فرض الأمر الواقع في سورية، والمعركة ستتجدد تلقائيا طالما أن الشعب السوري لم يتمكن من حقه في تقرير مصيره". 

ورأى غليون أن الإيرانيين فشلوا في تحويل سورية إالى المحافظة الإيرانية رقم ٣٥  بعد دخول روسيا سورية، كما أن الروس الذين يريدون وراثة إيران في سورية سيخسرون، لأن الشعب السوري لن يقبل بأي قوة انتداب في بلاده"، على حد تعبيره. 

وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في اجتماع طارئ عقدوه في العاصمة المصرية القاهرة في ١٢ تشرين ثاني (نوفمبر) ٢٠١٢ تعليق عضوية سورية في الجامعة بعد نحو ٨ أشهر من انطلاق الثورة السورية. 

كما أعلنوا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق، وحثوا الجيش السوري على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام.