نهاية حبل الكذب، بداية حبل الأسد

:: face book

 

أكثر ما أساء لنظام الاسد ورجالاته في علاقاتهم الدولية درجة الكذب غير المسبوق في التعامل مع العالم. حتى أن أكثر رؤساء أو وزراء الدول التي كانت تربطها بالنظام علاقات قوية، كتركيا وفرنسا وقطر، وانقلبت عليه، بررت هذا الانقلاب بكذب النظام وعدم التزامه وعوده، بشكل منتظم ومقصود ومنهجي. هذا الكذب كان سلاح النظام أيضا في تشويه صورة الثورة واتهامها بالارهاب، ثم في تلفيق التهم على المعتقلين والمختطفين وتقديمها للعالم كحقائق، ثم في تسويد صفحة منظمات المعارضة ورجالاتها. وأخيرا، وهي أكبر أكاذيب النظام ورئيسه المفصول عن الواقع، انتصاره على الثورة واستعادته للهدوء والاستقرار وحله للأزمة بالهدنات والمصالحات الكاذبة أيضا. والذي غطى على هذا الكذب في الداخل آلة القمع الرهيبة التي تردع أي إنسان، من داخل النظام أو على هامشه، من قول الحقيقة. 

لكن أمام حقائق الموت الدامغة ينهار صرح الكذب مهما كان ارتفاعه وحجمه. فهي أقوى بكثير من أن تخفيها صناعة الكذب مهما كانت متقنة. وها هي حقيقة انتصار الأسد تنكشف أمام آلوف “الهدايا” من جثامين القتلى، التي يقدمها الأسد كل شهر لأنصاره ومن ادعى أن حربه على الشعب، كانت بهدف حمايتهم من الانتقام الطائفي فوضعهم في جحيم الموت والانتقام الأشد. 
وكما كان الكذب هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير في علاقات الأسد الدولية، ستكون كذلك في علاقاته الداخلية، وبشكل أكبر مع أكثر المناصرين والمؤيدين له. فلا يمكن مع الكذب قيام أي علاقة ثابتة ولا الثقة بأي التزام. 
 كتبت جريدة الحياة اللبنانية تقول، تحت عنوان “استياء شديد في الساحل السوري” أن حالة استياء شديدة تسود “في معقل النظام السوري بسبب ارتفاع عدد القتلى من الموالين وتجاهل الإعلام الرسمي لهم، في مقابل استمرار تقدم مقاتلي المعارضة في حماة وسط البلاد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شمالها الشرقي”. 
ونقلت الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسؤولين سوريين أصدروا تعليمات بمنع نشر أخبار الخسائر البشرية لقوات النظام والمسلحين الموالين في الوقت الذي يقوم فيه حزب الله اللبناني بتشييع قتلاه الذين يسقطون خلال الاشتباكات في سورية بمراسم ومواكب تشييع رسمية وتغطية إعلامية، الأمر الذي أثار حفيظة واستياء أهالي هذه القرى والبلدات كأن أبناءهم لا قيمة لهم عند النظام”.