نظاما حكم من طينة واحدة ولمهمة واحدة

:: face book

 ليس هناك نظام اقرب الى نظام الحكم في اسرائيل من نظام الاسد، فكلاهما ولدا في العنف وبالعنف، وتحولا الى آلات للقهر والقتل والابادة الجماعية. كلاهما لا يعبأ بالقانون ولا الأخلاق ولا مباديء السياسة، الوطنية أو الدولية، ويقوم على سياسة التمييز العنصري او شبه العنصري الذي يبيح القتل ويبرره لاتفه الاسباب، ولا يتورع عن تحدي الرأي العام المحلي والدولي لتأكيد جبروته. بل ان إظهار الجنون والخروج على كل معايير العقل والمنطق والحس السليم يشكل عند كليهما وسيلة للردع والترويع. كلاهما لايترك للمستعبدين خيارا الا بين قاتل او مقتول. كلاهما يعيش على التهديد بسياسة الارض المحروقة وعدم التردد امام تنفيد سياسة الدمار الشامل.

ما عرفته فلسطين عموما وغزة الآن من تنكيل وقتل وقصف دون تمييز لا يختلف عما عرفته سورية في حماة منذ عقود وما تعرفه في كامل مناطقها اليوم. والسبب ليس لعمالة النظام السوري لاسرائيل لكن لأنه من الطينة نفسها: نظام احتلال وبالتالي نظام قهر وتمييز وسيطرة بالقوة يتعارض وجوده مع مبدأ الشرعية ولا ضمان لاستمراره سوى العنف والبطش العاريين. ولذلك فقد شكلا معا جزءا من منظومة واحدة متضامنة موضوعيا واليوم ذاتيا هي منظومة قهر الشعوب العربية واخضاعها وتحييدها وشل ارادتها. وهذا هو اصل التضامن العميق بينهما ومصدر التماثل في وسائل وطرق تعاملهما مع الشعوب الخاضعة او المخضعة. من هنا كانت معركة تحرير الارادة والانسان في سورية من نظام القهر والتمييز الأهلي هي نفسها معركة تحرير الانسان والشعب من نظام التمييز العنصري في فلسطين. انها معركة واحدة، ضد الفاشية في ابشع صورها اللاانسانية.

2012-11-18