من المسؤول عن فشل الهيئة العامة للائتلاف في مؤتمرها الأخير؟

:: face book

 

ماحصل في الأسبوع الماضي ٢٣-٢٨ في استنبول كان مأساة بالمعنى الحرفي للكلمة، وعار على الإئتلاف وجريمة ضد الثورة.

وظيفة الائتلاف ان يقوم بحشد الدعم السياسي والاغاثي والعسكري للثورة والشعب المنكوب. ويعني هذا الحشد تجميع اكبر عدد او طيف من القوى المساندة للثورة، سواء القوى السورية نفسها أو القوى الحليفة التي يمكن أن تقدم الدعم للثورة. هو ليس برلمان لتمثيل الداخل او الخارج. الذي يشله الى اليوم هو تنازع المجموعات وتكتلات القوى داخل على الهيمنة عليه، وحرصها من أجل ذلك على زيادة مقاعدها دائما بذريعة التمثيل. والنتيجة اصبح كل وقت الائتلاف مكرس للنزاع على مقاعد ومواقع ورئاسات وهمية. وقد ادى هذا التنازع الى تطورات حولت الائتلاف من إطار لجمع قوى المعارضة إلى بؤرة توتر طاردة لها، ومن اداة لحشد الدعم وبناء التحالفات العربية والدولية الى وسيلة لتمزيق هذه التحالفات وتوتير العلاقات بين الدول الداعمة لنا والتفريط بأي دعم. 
في هذه المعادلة ايضا يخرج المستقلون مثلنا، ممن لا ينتسبون لاحزاب او كتل متنافسة، ولا يتقاتلون على تحسين مواقع كتلهم، والذين لا هم لهم سوى خدمة القضية الوطنية العامة، يخرجون من المعادلة كليا، ولا يعود لهم دور اخر سوى فك الاشتباك بين التكتلات والفرق المتنازعة أو مشاهدتها وهي توجه الحراب بعضها للبعض الآخر. هكذا أصبح عملنا في الائتلاف تماما عكس ما هو مطلوب من. فبدل الحشد والدعم، أصبحنا نصرف معظم وقتنا ومواردنا في ترتيب وضع الائتلاف الداخلي وحل الخلافات وامتصاص التوترات، ولا يبق لدينا وقت للقضية الاساسية التي اجتمعنا من اجلها.
هذا الوضع لا يليق بنا ولا ينبغي أن يستمر بأي شكل. 
ليس من المحتمل أو المقبول أن تستمر جلسات الائتلاف وهيئته العامة لأيام طويلة من اجل إقرار ضم بعض الأعضاء إليه، في الوقت الذي يحتاج فيه الائتلاف للعمل ليل نهار لمواجهة التحديات العسكرية والإغاثية والسياسية التي تواجه الثورة والمعارضة. 
نقطة البدء في أي إصلاح هي تفكيك منطق الصراع على الهيمنة داخل الائتلاف، وتحريمه، وهذا يتطلب رفض الاعتراف بالتكتلات، ورفض مسايرة منطقها والتساهل معه، والتعامل، بالعكس من ذلك، مع الاعضاء كافراد متساوين يمثلون أنفسهم، ويصوتون حسب ضمائرهم، وتجنب اي مطلب ينبع من منطق المحاصصة وتعديل الاوزان أو التنافس على المقاعد. وهذا يعني الانتقال من إئتلاف يكرس الاقطاعات وزعامات المجموعات ويحشد من حولها ما هب ودب، إلى ائتلاف يجمع بين ثوار ومناضلين فاعلين من كل قوى الثورة والمعارضة، قادرين على الوفاء بالالتزامات المنوطة بالائتلاف، والدفاع عن مباديء الثورة، وحشد الدعم من كل الانواع ومن كل مكان لانجاز المهام المطلوبة.