عن صعود الاتحاد العام التونسي للشغل وسقوطه
ما الذي يمكن أن يفسر الزيارة التي قام بها أمس وفد من الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية للعمال في تونس وحائزة مؤخراً على جائزة نوبل للسلام- إلى سوريا، للقاء متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية في إطار حملة تهدف إلى إعادة العلاقات بين تونس ونظام القتلة في دمشق، التي قُطعت في عهد الرئيس السابق منصف المرزوقي؟
ما الذي يدعو منظمة نقابية وطنية إلى أن تتعاطف مع الجلاد بدل أن تتعاطف مع الضحية وتناشده المزيد من القسوة والعنف بدل العمل على وقف العنف والسعي إلى ايجاد تسوية سياسية؟
بالتأكيد ليست “انجازات” الأسد “الوطنية” في سحق الانتفاضة الشعبية أو اتدمير المدن السورية وتشريد أهلها أو استدعاء التدخلات الاجنبية أو وضع سورية تحت الوصاية الروسية.
لا يفسر مثل هذا السلوك سوى مناخ الحرب الأهلية المدمر الذي تعيش فيه بعض النخب العربية، ومن وروح التشفي والانتقام التي تحركها وتجعلها على استعداد لتجاوز جميع الخطو الحمر الأخلاقية والسياسية والانسانية. إنه الحماس لسياسة الإبادة الجماعية، التي يمثل الأسد منذ الآن رمزها ورايتها الأعلى في المنطقة العربية.