عن إغلاق مسؤولي جيش الإسلام المؤسسات الاعلامية والحقوقية المدنية في دوما

:: face book

 

بأمر من النيابة العامة للقضاء التابع لجيش الاسلام تم إغلاق مكاتب كل من شبكة حراس الطفولة – مكتب التنمية – مركز توثيق الانتهاكات في دوما احتجاجا على مقالة مسيئة نشرت في صحيفة طلعنا عالحرية. ومن الواضح أن هذا الإجراء الذي لم يستهدف الصحيفة وحدها، وبالرغم من اعتراف رئاسة تحريرها بالخطأ والاعتذار عنه وحذف المقال، وإنما شمل بذريعتها كل المؤسسات التي لا تدين بالولاء لسلطة جيش الاسلام ولا تأخذ بإفكار قادته، وفي مقدمها مركز توثيق الانتهاكات.
ومن الواضح أن الهدف من هذه الحملة هو “تطهير” دوما الخاضعة لسيطرة جيش الاسلام من المؤسسات والنشاطات التي لا تروق لأصحابها، أو التي تشكل مصدر رقابة على سلوكهم او انتقاد من اي نوع كان. ولعل القائمين على هذه الحملة ارادوا استغلال مقال طلعنا على الحرية للتخلص من المركز الذي كانت تعمل فيه رزان زيتونة ورفاقها الاربعة. لكن بدل محو آثار الجريمة يكاد هذا الإجراء أن يؤكد الاتهامات القوية التي وجهت لقادة جيش الاسلام ومسؤوليتهم عن اختفاء النشطاء الأربعة الذين تحولوا غلى رمز للثورة المدنية، ثورة الكرامة والحرية.
لا يمكن لجيش الاسلام أن يطالب بتضامن السوريين على اختلاف اعتقاداتهم معه في قتاله الشرعي ضد نظام القمع وقتل الحريات بينما يقوم بممارسة السياسات نفسها. ولا يمكن لمثل هذه السياسات أن تخدم وحدة الشعب والمعارضة في الوقت الذي تعمل فيه على تعميق الشرخ بين النشطاء المدنيين والديمقراطيين والاسلاميين الثوريين الذين يقفون في صف واحد في مواجهة الفاشية والطغيان الأسدي.