عندما يشرب الأوروبيون حليب السباع

:: face book

 

يبدو ان أوربا ادركت متاخرة الوضع الخطير الذي ال اليه أمنها واستقرارها، وهي تعيش لأول مرة حالة من الرعب ولا تكاد تتوقف عن دب الصوت للتحشيد والتعبئة بعد ان تبين لها واقع الانسحاب الامريكي امام الروس في المشرق، الذي يشكل الغرفة الخلفية للقارة العجوز.
لم نكن نقول لهم شيئا اخر، عندما كنّا تطالبهم بدعم الشعب السوري المنكوب، سوى ان لا يبقوا مرتهنين لسياسة واشنطن الانسحابية، وان يأخذوا امورهم بايديهم ولا يتركوا الأوضاع تتدهور اكثر في بلادنا. ليس من باب الالتزام بالمواثيق الاخلاقية والأممية تجاه شعب يتعرض للإبادة فحسب، ولكن كرمى لمصالحهم الاستراتيجية والأمنية.
كانوا يعتقدون ًللاسف اننا بعيدون كثيرا عنهم وان عذابات السوريين والشرقيين عموما لن تمسهم اذا ما نجحوا في حصرها في دائرة الشرق ونأوا بأنفسهم عنها .
نسوا ان الارض كروية وانها أصبحت دائرة واحدة مفتوحة، كل شيء متصل فيها، وان النار التي تشتعل في منطقة لن تحد حواجز تمنعها من التمدد ولا يفيد معها الحصار. وان السياسة الدولية أصبحت كاللعب على رقعة شطرنج، اي تغيير يحصل في موقع ينعكس مباشرة على جميع مواقع اللاعبين جميعا، صغيرهم وكبيرهم. كما عرفتهم، لن ينجح الأوروبيون في تأمين شروط الصمود المستقلة امام الروس، لكنهم قادرون، عندما يصممون، على ان يحركوا العالم كله ضدهم، في الاعلام والدبلوماسية والملاحقة القانونية.
هذه فرصة العرب والمعارضة السورية بالخصوص لتعويض ما فاتهم في هذه الميادين اذا كانوا لا يزالون مؤمنين بذاتهم وقضيتهم.