خطاب مارين لوبن

:: face book

 

تعمدت اليوم سماع خطاب مارين لوبن في مدينة نانت الفرنسية بعد ان قرات في اكثر من مكان عن الجهد الذي تبذله مرشحة اليمين المتطرف كي تعطي عن نفسها صورة الرئيسة الجدية المحتملة لفرنسا. ولدى سماعها أدركت أن المفهوم الكلاسيكي للأمة المرتبط بالمواطنة وقيم الحرية والعدالة والمساواة والتضامن قد زال تماما، ولم يبق منه إلا شوفينية سوقية تراهن على تأجيج الكراهية ضد الآخر، سواء تعلق الأمر بالامم الاخرى أم بالفرنسيين والمهاجرين من غير البيض، والمسلمين بشكل خاص، لهدف واحد هو حصد المزيد من الاصوات الانتخابية. عظمة الأمة الفرنسية وسيادتها وقوتها ومنعتها تتوقف عند حجم هذا الحصاد ولا تتجاوزه.
برنامج مارين لوبن، كما عرضته في خطابها، يجمع بين برنامج نظام التمييز العنصري الذي كان ممارسا في جنوب افريقيا البيضاء ونظام النازية الماضي: عظمة فرنسا التي ينبغي استرجاعها، ومحورها تعطيم القوة العكسرية والسطوة السياسية، وطرد المهاجرين إلى مخيمات خارج الحدود الفرنسية، وتعزيز القوانين القمعية، وحماية رجال ال من الملاحقة القانونية وزيادة عدد رجال الشرطة وإنشاء اربعين الف سرير جديد في السجون، وتفييش المشبوهين أي وضع إشارات تشير إليهم حتى يعرفهم الجميع، ويراقبونهم بانتظام ويلاحقونهم من دون هوادة.
بالنسبة للمجنسين من غير الفرنسيين الاصليين تقترح لوبن ان تجردهم من جنسيتهم قبل طردهم خارج الحدود. كل ذلك لاستعادة مجد فرنسا وصفاء عرقها وأمنها وسيادتها المهددة بطوفان المهاجرين الاجانب.
ولو حصل ونجحت لو بن بالفعل سيكون هذا أكبر وصمة عار يمكن لكارهي فرنسا أن يحلموا بها وأقسى إساءة لسمعة فرنسا وتاريخها المخضب بدماء شهداء الحرية والجمهورية وحقوق المواطن والانسان.