حول مجزرة الرقة

:: face book

 

 ارتفع عدد شهداء مدينة الرقة إلى أكثر من مئة، وربما إلى مئتين، بعد الغارات التي شنتها طائرات الأسد على المدنيين ومؤسسات العبادة في هذه المدينة التي هي ضحية مزدوجة لقصف النظام واحتلال تنظيم الدولة في الوقت نفسه.

تؤكد هذه الغارات الاجرامية ما كنا نقوله سابقا من أن استراتيجية التحالف الدولي للحد من نفوذ داعش، من دون المساس بنظام الارهاب القابع على صدر الشعب السوري في دمشق، سوف تقود لا محالة إلى تقسيم للعمل يتكفل فيه التحالف بقصف التنظيم المتطرف ويختص فيه نظام الأسد بقصف السوريين الآخرين، من المعارضة المسلحة والحاضنة الشعبية ومعاقبتهم من دون أن يخشى أي رد.

يتحمل التحالف الدولي مسؤولية أساسية عن هذه المجزرة الجديدة التي تبرهن على تهافت استراتيجيته كما تفضح ما يحصل من تنسيق الأمر الواقع مع نظام الطغمة العسكرية، ويشجعها على الاستمرار في سياسة الحسم العسكري التي كان من المفروض وضع حد لها منذ زمن طويل من قبل التحالف والمجتمع الدولي على حد سواء.

ويتحمل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة أيضا بسبب وقوفه مكتوف اليدين أمام جرائم من مهمته وضع حد لها، وتطبيق قراره القاضي بوقف القصف بالبراميل المتفجرة والذي جعله الأسد حبرا على ورق. 

ما حصل في الرقة ويحصل كل يوم في المدن السورية الأخرى، في غوطة دمشق وحلب ومدن حوران والجزيرة وادلب وحماة وحمص هو النتيجة الحتمية للاستقالة السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة وأمينها العام، واستسلامهم جميعا لابتزاز العنف والقوة وتسليمهم لها. ولن يوقفها سوى استعادة المجتمع الدولي لدوره وتحمله مسؤولياته قبل أن تفقد المنظمة الدولية آخر ما تبقى لها من كرامة وصدقية.