حزب الله من دون أقنعة ومساحيق

:: face book

 

مع كل تشييع لأصحاب “المهام الجهادية” في لبنان يتأكد تورط حزب الله في الحرب الوحشية التي تشنها عصابة أجنبية متسلطة، أعمتها العنصرية والطائفية المريضة، على شعب سوري قرر الحياة بأي ثمن. ومع كل قتيل من عناصر حزب الله، تتكشف حقيقة السياسة التي وضعت قادة حزب الله وحزبهم وطائفتهم في المكان الخطأ، بل في أسوأ وأخطر مكان، 

نحن نفهم أن تنزع الطغمة الطائفية الحاكمة في ايران إلى تحويل حزب الله إلى ذراع ضاربة لخدمة مصالحها وحروب نفوذها الاقليمية، لكن لا نفهم ماهي مصلحة شيعة لبنان الذين يدعي حزب الله خدمتهم في أن يضعوا أنفسهم في مواجهة إرادة شعب شقيق وجار، وفي خدمة نظام يعرف القاصي والداني جرائمه كما يعرف أنه مدان عاجلا او آجلا؟ وما هي مصلحة حزب الله الذي كان عنوانا للمقاومة الوطنية في أن يحول نفسه إلى أداة لخدمة أهداف امبريالية طائفية متخلفة، ويصبح رمزا لوأد تطلع الشعوب العربية للحرية والكرامة، وحليفا لأكبر نظام ضامن لأمن واستقرار اسرائيل،
بإشراك حزب الله في هذه الحرب القذرة، كشفت ايران عن حقيقة الحزب الذي أنشأته ومولته ووجهته ليكون ذراعا للتوسع الايراني في المنطقة العربية، ووسيلة لقمع شعوبها، وشريكا في إخضاعها لأنظمة القتل والطغيان. 
لم تنه هذه المشاركة أسطورة حزب الله المقاوم والممانع فحسب، ولكنها حولته إلى أكبر خطر على الطائفة التي كونته ورعته، بمقدار ما قوضت الاسس الأخلاقية والسياسية التي قام عليها. فبدل أن يكون الدرع الحامي لأقلية عانت الكثير من ظلم الآخرين، تحول إلى أداة لتكريس سياسة القتل والدمار وتهديد حياة السوريين. 
وعندما ستبدأ ايران، التي ترسل منذ الآن رسائل متواترة للمعارضة السورية لفتح مفاوضات على حقبة ما بعد الأسد، في تغيير سياستها، سيجد قادة حزب الله أنفسهم معلقين في الفراغ، من دون حماية ولا دعم، وإذا بقي لديهم في ذلك الوقت بعض الضمير سوف يندمون على الجرائم التي ارتكبوها، ليس ضد الشعب السوري فحسب وإنما ضد شعبهم اللبناني وطائفتهم ذاتها. وسوف يحاسبون عليها ككل مجرمي الحرب، بالتضامن مع شركائهم، في أكبر جريمة عرفتها البشرية في هذا القرن، جريمة قتل شعب واغتيال مستقبله، وتدمير حضارة كاملة، تلبية لنداء الطائفية البغيض.