حديث المراوغة في مفاوضات جنيف السياسية

:: face book

 

لم يفاجيء وفد السلطة العائلية، التي جعلت من تأبيد رئاسة الاسد واسرته دينا ينبغي فرضه على جميع السوريين، احدا من اعادة الحديث دائما الى نقطة الصفر، والدوران في حلقة الكلام المفرغة، عن الارهاب والتدخلات الاجنبية والسيادة الكاذبة، كان وسيبقى استرايجية النظام الرئيسية للتهرب من مواجهة الحقيقة واضاعة الوقت.

نحن لم نات الى جنيف ومفاوضاتها على اساس اتفاق بيننا والنظام وانما اتينا الى جنيف تلبية لدعوة الامين العام للامم المتحدة، اي بقرار دولي، وعلى اساس تطبيق قرار لمجلس الامن رقم ٢١١٨، يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية، بالتوافق بين الاطراف، تعد البلاد للانتقال الى نظام ديموقراطي. هذا هو العقد الذي اتينا على اساسه، والذي يحدد التزامنا تجاه الامم المتحدة والمجتمع الدولي. ومجيئنا يعكس هذا الالتزام.
من دون ذلك لم يكن من الممكن، وما كان هناك سبب واحد لنجلس مع قتلة مكانهم الطبيعي كان ينبغي ان يكون في المحكمة الجنائية. وبالتاكيد من دون ذلك لم يكن احد من هؤلاء القتلة على استعداد للحوار بل للجلوس معنا.
خارج هذا الاطار الذي يجسد اليوم الشرعية الدولية ليس بيننا وبين القتلة اي حديث ممكن.
ومضمون قرار مجلس الامن الوحيد هو نقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية متفق عليها. كل محاولة للخروج عن هذا الموضوع او طرح جدول اعمال بديل هو خروج عن الالتزامات القانونية والسياسية وتعطيل للارادة الدولية وخروج على الشرعية الاممية سيتحمل وفد السلطة العائلية ومن يقودونهم المسؤولية الكاملة فيها. وعلى هؤلاء ان يكونوا متأكدين من انهم سيدفعون هذه المرة غاليا ثمن مراوغتهم الاسطورية التي جعلوا منها سياسة رسمية.