حتى لا نكون ضحية الأعمال الإرهابية والحسابات العنصرية

:: موقع د.برهان غليون

 

لاتكفي لتخفيف وقع الصدمة وآثارها الوخيمة على رصيد العرب والمسلمين وصورتهم في العالم الادانة البسيطة للعمليات الاجرامية التي تقوم بها بعض العناصر الضائعة والمسلوبة الارادة. وعلى الاغلب لم يعد الراي العام العالمي يعير إذنا صاغية لاناس مثلنا يعتبر انهم قلة من المثقفين المتغربين الذين لايعبرون عن رأي الاكثرية. وهذا يعني ان هذه العمليات قد بدات تؤتي ثمارها منذ الان وتعمق الشرخ بين العرب والعالم كله وليس الغرب وحده، وتضرب من حولهم حصارا معنويا وسياسيا لن تمضي فترة طويلة قبل ان يتحول الى ما يشبه المقاطعة ويبرر جميع اشكال العقاب وصرف النظر عن كل الجرائم التي ترتكب بحقهم كما يحصل في سورية اليوم. 

لابد من عمل كبير تقوم به الجاليات العربية والإسلامية الموجودة في العالم  للتعبير عن التضامن مع ضحايا الارهاب وتحمل نصيبنا من المسؤولية في الوقوف في وجهه والحد من انتشاره. وهو عمل ينبغي ان يوجه لابناء الجاليات العربية والإسلامية ذاتها قبل غيرها. وعلى المثقفين العرب ،والمسلمين الديمقراطيين ان يشاركوا في ذلك العمل ويقودونه من اجل الحفاظ على مكانة شعوبهم وصدقيتها السياسية والاخلاقية ودورها في العالم .وتجنب ما يدعوا اليه المتطرفون على ضفتي الحرب “الحضارية” التي يسعون الى تفجيرها على حساب مجتمعاتهم والانسانية ذاتها

علينا ان نشارك جميعا في التفكير والاعداد لذلك وليكن على شكل مسيرة كبرى تجري في عواصم عالمية متعددة في الوقت نفسه لتؤكد التزام العرب والمسلمين بقيم المدنية واستعدادهم لتحمل نصيبهم من المسؤولٌية في حفظ الامن والسلام والتعايش بين جميع الامم والحضارات، اي على تجديد تأكيدهم على انهم جزء لايتحزأ من انسانية عصرنا وشريك رئيسي يمكن الاعتماد عليه في العمل على ازدهار قيم الحرية والخقوق  الانسانية ورفض كل اشكال التمييز والتفرقة العنصرية والحط من الكرامة الانسانية.