المشرق على شفا حرب دينية من دون حدود ولا قيود

:: face book

 

دعوة السيد السيستاني، وهو المرجعية الشيعية الأكثر احتراما في العراق، إلى النفير العام والحرب المقدسة، ورد مفتي الديار العراقية السيد الرفاعي بالدعوة إلى تعبئة مماثلة، يعني أننا في مواجهة خطر الدخول في حرب سنية شيعية ليس لها مضمون سياسي واضح، ولا أفق زمني، ولا يمكن حسمها على أي أرضية وطنية، ولن تنتهي إلا بانتصار أحد الطرفين على الآخر. ولأن العقيدة لا يساوم عليها، وأن الجواب على طلب النصر من قبل طرف هو المزيد من الاستعداد للشهادة عند الطرف الآخر وليس الاستسلام، عادة ما تدوم الحروب الدينية عشرات السنين ولا تنتهي إلا بفناء الطرفين أو قريبا من ذلك. في جميع الأحوال لا يوجد لها حل ولا يقود فيها القتال إلا إلى مزيد من القتال، ولا تخرج منها الشعوب باتفاق مهما قضى فيها من شهداء، وإنما بمزيد من الشقاق والقطيعة والافتراق والاحقاد، بموازاة ما تستدعيه وتقوم عليه من طلب المزيد من الدماء والشهداء، تلبية لروح الواجب المقدس وحفظا لكرامة الدين والمذهب، وصدقية رجال الدين وهيبة الزعماء.

 بالمقابل يمكن بالحوار بين زعماء الاحتجاج من ثوار العشائر، والطبقة السياسية الحاكمة اليوم في العراق التوصل بسهولة إلى حل. حتى أن الحاتمي، شيخ الدليم الثائرة قال بالحرف: إذا كانوا يقولون أن هناك مطالب لا يمكن القبول بها، فلنتركها ونناقش المطالب التي يعتبرونها مشروعة. ماذا يريدون أكثر من ذلك، اللهم إلا إذا قرروا أن يلعبوا لعبة المنظمات الارهابية ويعتبروا صراعهم ضد الثائرين صراع ضد الارهاب.
 هل يقتدي نوري المالكي، المسؤول الأول عن فشل تجربة بناء الدولة في العراق، بنظيره بشار الأسد في سورية فيعتبر بقاءه في الحكم مقدم على مصير العراق وشعبه، وأغلى من دماء ملايين الشباب العراقيين، أم أنه سيتعلم من تجربة نظيره ويقبل بانقاذ العراق؟
 المرجعية الدينية هي صاحبة الكلمة الفصل. هل ستعتبر التضحية بالمالكي إضعاف للهيمنة الشيعية لا يمكن قبولها، كما حصل تماما في سورية، أم تنظر إليها من منظور سياسي محض، يتعلق بفشل رئيس وزراء فاشل، بعيدا عن التنافس والتنازع على الهيمنة بين الملل والأديان والمذاهب؟ 
على الفصل بين النزاع السياسي والنزاع الديني يتوقف اليوم مصير المشرق كله ومستقبل مجتمعاته.