القطب الديمقراطي

:: face book

 

نشرت جريدة الشرق الأوسط عن مراسلها في القاهرة أن المنبر الديمقراطي السوري، سيعلن خلال أيام في القاهرة عن تجمع جديد للمعارضة السورية تحت اسم «القطب الديمقراطي»، وأن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي السيد حسن عبد العظيم قد أعلن في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «وفدا من هيئة التنسيق توجه إلى القاهرة، قبل عشرة أيام، من أجل الاتصال بأطراف المعارضة، لتشكيل قطب ديمقراطي يضم كل من يتبنى الحل السياسي ويرفض العنف والقتل والتسليح في سوريا»، وأضاف عبد العظيم أن «آلية عمل القطب هي جملة أهداف قريبة من الحلول التي قدمتها هيئة التنسيق في 11 مايو (أيار) الماضي، التي تؤمن بالحل السياسي أكثر من النزاع العسكري». 

وللتوضيح أقول إنني لم أشارك في أي نقاشات جرت حول هذا الموضوع. وأن حديث عبد العظيم عن “قطب ديمقراطي يضم كل من يتبنى الحل السياسي ويرفض العنف والقتل والتسليح في سوريا” يعني أن القتال والحل السياسي خياران مختلفان ومتناقضان، وأن التوصل إلى حل سياسي يمر بوقف القتال والتسلح من قبل المعارضة، وهذا هو بالضبط موقف النظام. وهو يعني، لا أكثر ولا أقل، وقف الثورة كمقدمة لأي حل سياسي. 
نحن نعرف أن القتال قد فرض على الثوار للدفاع عن النفس أولا ثم لرد العدوان المتصاعد، وأخيرا لإزاحة الكابوس، وإسقاط النظام القاتل الذي ابتلى به الشعب السوري منذ نصف قرن، وأن سبب العنف وأصله هو رفض النظام أي شكل من أشكال الإصلاح وإجهاض كل المبادرات العربية والدولية للتوصل إلى حل تفاوضي، والتمسك بسعار الحل الامني الذي تحول إلى حرب إبادة جماعية وتدمير منهجي لسورية الوطن والشعب. 
إن وضع مسألة التسلح في مواجهة المساعي لايجاد حل سياسي عديم الاحتمال، يعني، لا أكثر ولا أقل، الدعوة إلى تجريد الشعب من أي وسيلة للدفاع عن النفس، وبالتالي إلى الاستسلام، ولا يساعد على أي حل يرضي الحد الادنى من مطالب الشعب ويوقف يد القاتل والقتل المتعمد الذي يشكل جوهر سياسة النظام. 
كما في الماضي، سأظل أدعم كل المبادرات الرامية إلى تجميع قوى المعارضة وتوحيدها، لكن سيبقى التزامي بالدفاع عن حقوق الشعب جميعا، وفي مقدمها حقه في المقاومة المسلحة وغير المسلحة، في مواجهة أعتى اشكال الفساد والطغيان، وحرصي على وحدة الشعب الثائر بكل تياراته وأطيافه، حافزا للارتفاع فوق أي تكتلات أو تحزبات أو ولاءات سياسية خاصة، وعلى مسافة واحدة من الجميع.