القضية السورية هي أول المتضررين

:: موقع د.برهان غليون

 

للأسف تعبر أزمة دول مجلس التعاون الخليجي المتفجرة عن الوضع المأساوي الذي يشهده العالم العربي بأكمله، حيث لا يبقى أمام النخب التي رفضت سبل الحوار أو تخلت عنها، وطلقت منطق السياسة، وما تعنيه من استخدام وسائل المشاورات والمفاوضات والتداول، إلا الانتحار الجماعي. وهي تعتقد أن هذا هو الرد القاطع على نمو الخلافات التي تعجز عن حلها، في الوقت الذي لا يساهم فيه مثل هذا الرد إلا بدفع الخلافات إلى التفاقم بمقدار ما يحل لغة التهديد والعنف محل اللغة السياسية ويمنع من امكانية التفاهم والتوصل إلى تسويات دائمة وقابلة للحياة. هذا هو أصل المشكلة للأسف داخل دولنا، والخوف المتبادل بين الحاكمين ومحكوميهم، وفي ما بين هذه الدول نفسها ايضا.

أي خلاف بين الدول العربية يؤثر سلبا على القضية السورية، والخلاف بين بلدان الخليج العربي هو الأكثر ايذاء لهذه القضية. وهو يأتي في ظرف بالغ الحساسية في تقرير مصير سورية وشعبها. وأملنا أن يتوصل أخواننا في قطر وبقية بلدان الخليج إلى حل من داخل مجلس التعاون الخليجي يحفظ لهذا المجلس وجوده ووحدته ودوره الفاعل الذي نحتاج إليه كعرب في الحرب الكبرى الجارية منذ سنوات حول تقرير مصير المنطقة بأكملها.