الاتحاد الأوروبي ضحية للحرب السورية

:: face book

 

وجه تصويت البريطانيين بأغلبيتهم على خروج بلادهم من الاتحاد الاوربي ضربة قوية لهذا الاتحاد وأثار شهية أحزاب يمينية وقومية عديدة للاقتداء ببريطانيا.
وبالرغم من أن أسبابا عميقة تكمن وراء هذا القرار، وفي مقدمها تشبث البريطانيين بقيم دولتهم الليبرالية البرلمانية ومقتهم السلطة البيرقراطية إلا أن السبب المباشر الذي دفع جزءا من البريطانيين إلى حسم موقفه والضغط للخروج من الاتحاد الاوروبي هو من دون شك أزمة اللاجئين التي يريد البريطانيون أن ينأووا بأنفسهم عنها.
هذا لا يشرف البريطانيين بالتأكيد، لكنه يؤكد التداعيات السلبية المتزايدة لسياسة الامعية التي اتبعتها اوروبا في مواجهة الأزمة السورية والتي خضعت فيها لإملاءات واشنطن التي لم يكن يهمها مصير أوروبا كما لم يهمها مصير سورية والشرق الأوسط بأكمله.
وبالتأكيد لن تتوقف الآثار السلبية لسياسة الاستقالة السياسية والأخلاقية التي اتبعها الغرب في سورية عند هذا الحدث. تداعيات أخرى تنتظر أوروبا كما تنتظر الشرق بأكمله.
الجريمة التي ارتكبها المجتمع الدولي بأكمله، لن تمر من دون عواقب وخيمة على جميع من ساهم فيها، سواء بالمشاركة في الفعل أو بالتواطؤ بالصمت.