مفاوضات جنيف الراهنة ليست حتى مشاورات

:: face book

 

إذا كان ما نقل عن محادثات جنيف صحيحا، وأن ديمستورا مدعوما من الروس يريد أن يشكل وفد المعارضة السورية من ثلاث مكونات أو منصات متساوية في التمثيل وأن ممثلي منصتي موسكو والقاهرة يتمسكون بالفعل باستقلالهم كوفدين منفصلين ويرفضون الانضمام لوفد المعارضة، فهذا يعني أن مفاوضات جنيف الراهنة ليست حتى مشاورات وإنما مزحة سمجة وسخرية مرة هدفها تدمير اعصاب أعضاء وفد المعارضة، ودفعهم إلى إنهاء المحادثات.
ليس من المعروف بعد في ما إذا كان الهدف من ذلك إعطاء التحالف المضاد للثورة الذي يتزعمه الروس أنفسهم الوقت للقضاء على ما تبقى من مواقع المعارضة العسكرية أم، أسوأ من هذا، تقويض جنيف بأكمله من أجل العودة إلى مفاوضات في أستانة لن يكتب لها، مهما حصل من ضغوط، أي نجاح.
كل من يعتقد أن من الممكن ايجاد حل للكارثة السورية بالالتفاف على مطالب السوريين والرهان على بقاء الأسد لا يعمل إلا على تفاقم المأساة السورية والمد في اجلها، ولن يحصد لقاء ذلك سوى الخيبة والعار.