مذهب الخلاص
:: face book
لا ينبغي أن نعمل ونبني آراءنا واعتقاداتنا بدلالة اعتقادادت الآخرين، خصوما كانوا أم أصدقاء، وإنما بدلالة الواقع وحده. في هذه الحالة نتجنب أن ندور في حلقة الجدل المفرغة التي تزيد من تغبيش الواقع بدل كشفه، ونجد أنفسنا بالعكس مدفوعين إلى تقديم اقتراحات لتغيير الواقع المنتج للنزاع والخصومة والاقتتال، ومواجهة مقترحات بمقترحات، لا مقابلة مباديء بمباديء أو اعتقادات باعتقادات. فأسباب الخصومة والاقتتال، قبل أن تكون في الفكر والعقيدة، قائمة في الانسداد الذي يحكم الواقع نفسه، واقع العالم أو المجتمع أو الفرد. فقط التقدم على طريق إزالة هذه الانسدادات هو الذي يساهم في تخفيض درجة التوترات والتناقضات وفي تغيير الأفكار المغذية للخصومة والاقتتال. وبمقدار ما ننجح في تغيير الواقع الملموس ونزيل انسداداته، نساهم في تخفيض مستوى التوتر والتناقض، وفي ولادة البيئة المنتجة للتفاهم والسلام.
هذا يستدعي تشجيع الأفراد والمجتمعات إلى التوجه بنظرهم مباشرة نحو واقعهم بدل شحن بعضهم ضد البعض الآخر لاختلاف أفكارهم واعتقاداته. وهذا من تقاليد عهود الأزمة والمراوحة في المكان التي تعيشها المجتمعات، والتي يقوم الاستقرار فيها على ضبط النزاع من خلال تحويل جزء من المجتمع إلى كبش فداء، وأحيانا، تحويل المجتمع بعضه لبعض إلى أكباش فداء كما هو حالنا اليوم : طوائف مقابل طوائف، وأقليات وأكثريات، وقوميات مقابل قوميات، وطبقات ضد طبقات.