مأثرة مدرسة المدفعية في حلب

:: face book

تحرير مدرسة المدفعية اليوم من قبل فصائل الثوار السوريين ملحمة ومأثرة عسكرية لم تكسر حصار حلب الشهباء فحسب ولكنها كسرت ظهر نظام الأسد والخامنئي والحرس الثوري الايراني وحزب نصر الله وعشرات الميليشيات الطائفية التي جاءت لتنتزع الأرض السورية من شعبها وتجعل منها مستوطنة لكل من فقد الإحساس والشرف والهوية الانسانية وتحول إلى وحش ضار يسعى لنهب شعب غلب على أمره وإلى سلبه أغلى ما عنده، وطنه، ليتحول ابناؤه إلى مشردين ولاجئين في كل بقاع الأرض.
كان بإمكان بشار الأسد في كل لحظة، خلال السنوات الخمس الماضية، أن يقتدي برؤساء تونس ومصر ويتخلى عن السلطة ليجنب بلده الدمار وشعبه الاقتتال والانتحار، لكنه أصر على التشبث بسلطة جائرة وفاسدة ومجرمة ضد الشعب الذي نظر إليه باستمرار باحتقار، واستهتر بحقوقه وحرياته وسخر من قدراته، وعامله كسقط المتاع. ورغم توسط جميع الدول، بما فيها حلفاء له، رفض كل العروض السياسية، وأصر على هزيمة شعبه متخفيا وراء المنظمات الارهابية، معتقدا بأن الاستسلام الذي لا ينتزع بالعنف يمكن انتزاعه بالمزيد منه.
بقدر ما فرض على السوريين المسالمين أن يتحولوا، كما تحول الفلسطينيون من قبلهم، إلى قنابل موقوته ومشاريع شهداء بالملايين، حكم على نفسه ونظامه بالموت الأكيد.
مع ذلك، لن يتعلم من هذه الهزيمة المنكرة في حلب التي كان منذ أيام يتوعد وحماته الروس، باستعادتها لسلطته وسحق الثورة والمعارضة، أي درس جديد، سوى ما تعلمه من قبل: وهو استخدام المزيد من العنف الأعمى والانتقام من المدنيين وتدمير الأحياء الخارجة عن سلطته وقتل المدنيين وتشريدهم. لكن ما حصل في مدرسة المدفعية يشكل منعطفا في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات، لن يكون لدى الأسد أي أمل في تجاوزه، ولن يستطيع حلفاؤه، من الايرانيين والروس الأشرار، مهما فعلوا، أن ينقذوا نظاما طال ترنحه وشارف على الهلاك