قبل أن يصدر قرارات جديدة، يحتاج مجلس الامن إلى استعادة شرفه وصدقيته

:: face book

 

أعرب مجلس الأمن في بيان صدر بإجماع كل أعضائه، عن «القلق البالغ حيال الانتهاكات لوقف الأعمال القتالية الذي أقره مجلس الأمن في قراره ٢٢٦٨»، وجددت موسكو وواشنطن «التأكيد على التزامهما وقف الأعمال القتالية على المستوى الوطني في كامل سورية الذي بدأ تطبيقه في ٢٧ شباط (فبراير) الماضي»، والتزامهما «استخدام نفوذيهما مع أطراف وقف الأعمال القتالية على الأرض للضغط عليهم للتقيد بالهدنة والامتناع عن الرد غير المناسب للاستفزازات والتقيد بضبط النفس».
كما أكد المجلس ضرورة احترام اطراف النزاع القانون الدولي في «التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية ووقف القصف العشوائي». مشددا على أن «المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة السورية لحماية السكان المدنيين في سورية».
وطلب المجلس من أطراف النزاع في سورية «التقيد الكامل والفوري بقراره ٢٢٥٤ لتسهيل عملية سورية يقودها السوريون لانتقال سياسي عملاً ببيان جنيف١ وبيانات مجموعة الدعم بهدف إنهاء النزاع».
للأسف خسر مجلس الأمن كل ما كان يتمتع به من صدقية، وفقدت قراراته القيمة الردعية التي كانت تملكها وتحولت إلى كلمات أغلى قليلا من الورق الذي تكتب عليه. لم يحصل هذا بسبب تمادي الدول الأعضاء في المجلس في تعطيله أو استخدام قراراته لخدمة مصالح آنية وقومية بدل الحفاظ كما ينص ميثاقه على السلم العالمي فحسب وإنما أكثر من ذلك بسبب استهتار المجلس نفسه بالقرارات التي يصدرها، واستخفافه بخرقها من قبل أطراف هزيلة من المفروض أن ترتعد لمجرد صدورها.
تقاعس مجلس الأمن عن متابعة تطبيق قرارته دفعت البغاث إلى أن يستنسر في العالم وشجعت زعماء ما فيا صغار في سورية والعراق وغيرها على تحدي مجلس الأمن وقراراته وأعضائه من الدول الدائمة العضوية ولا يسمح لأي إغاثة بالوصول إلى مناطق قرر بمنطق حرب الابادة حصارها.
قبل أن يصدر قرارات جديدة، يحتاج مجلس الامن إلى عمل كبير يمكنه من أن يستعيد شرفه وصدقية وجوده، وأن يظهر، ولو لمرة واحدة، أنه لا يزال قادرا على إدخال حليب الأطفال إلى المناطق السورية المحاصرة حصار التجويع والموت.