فيتو موسكو وبكين

:: face book

 

فيتو موسكو وبكين: الصعود على أنقاض الحضارة والمدنية والأخلاق

وضع موسكو وبكين اعتراضهما على قرار مجلس الأمن القاضي بتجريم استخدام الاسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري وتطبيق المزيد من العقوبات على المسؤولين عنه في دمشق، وهو السابع بالنسبة لموسكو والسادي لبكين، هو أسوأ رسالة يمكن لدولة تحترم نفسها ان توجهها للنظام السوري والنظم المستبدة في العالم كله. إنها تعني ببساطة أنه يكفي لأي طغمة حاكمة أن تكون صديقة لموسكو أو أن تمالأها حتى تنتزع الحق، ضد كل المواثيق الدولية والحقوق والمباديء والأخلاق، في استخدام اي نوع من السلاح تريده لسحق معارضيها وفي سورية أفنائهم حتى لو بلغ عددهم الملايين.
لا تقوض موسكو وبكين بهذا الاستهتار بالمواثيق والاعراف الدولية وأبسط المباديء الأخلاقية الاجماع الدولي حول تحريم الاسلحة الكيماوية، حتى في الحروب بين الدول، كما هو الحال مع بقية اسلحة الدمار الشامل ولكنها تفتح بابا لن يكون من الممكن ايصاده في المستقبل للهمجية.
لا يزيد مثل هذا الموقف من قوة روسيا والصين ولا يساهم في تعزيز نفوذهما وتاكيد زعامتهما الدولية، وإنما يضاعف من الشك بأهداف سياساتهما وغاياتها، ويقضي على شرعية طموحهما إلى المساهمة بشكل اكبرفي صنع السياسات العالمية.
وفي ما وراء ما يمثله هذا الموقف اللا أخلاقي من تهديد للنظام العالمي ومن ورائه للسلم والامن الدوليين، يعبر تعطيل التصويت على قرار العقوبات لحمل النظام السوري على تغيير سلوكه تجاه المدنيين الابرياء عن إرادة عدوانية مباشرة ضد الشعب السوري، وإصرار على التواطؤ مع الجريمة والتشجيع عليها.
كما يسعى نظام الأسد إلى الاحتفاظ بالسلطة على جماجم السوريين، تريد موسكو وبكين أن تنتزع لنفسها مكانة أكبر في النظام العالمي على أنقاض المباديء والقيم والأعراف والمواثيق الدولية. أي على حساب الحضارة والمدنية.