عن احتمالات جولة مفاوضات جنيف القادمة في ١٤ آذار

:: face book

 

قبل الثورة وسقوط مئات آلاف الشهداء وتدمير البلاد وتشريد أكثر سكانها، كان الالتحاق بحكومة الأسد يعتبر سقوطا أخلاقيا وسياسيا، وكانت أي شخصية محترمة ومرموقة على استعداد لدفع أي ثمن، بما في ذلك المنفى الاختياري، لتجنب سيف التعيين بالإكراه في حكومة مسرح العرائس.
كيف يمكن أن يقبل اليوم طرف في المعارضة أن يعطي الشرعية لحكومة قاتل ومجرم بحق وطنه وشعبه وينسى الضحايا والشهداء والمشردين؟ وكيف يمكن لمثل هذه الحكومة الهزيلة التي ستولد فاقدة الصدقية والصلاحية أن تنتزع ثقة الشعب وتأييده وتخرج البلاد من المحنة التي أدخلها فيها صاحبها ورئيسها الفعلي؟
مالم تقتنع جميع الاطراف بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، من دون الأسد، وتعمل من أجلها، وهذا ليس مهمة مستحيلة، فلن تدخل المفاوضات في الجد وستبقى تضييعا للوقت أو كسبا له من قبل النظام الذي لا يزال يحلم بتخليد نفسه وإعادة تأهيله كما يدل على ذلك إعلانه عن الانتخابات البرلمانية في ١٣ الشهر القادم.