بيان فيينا

:: face book

 

بيان فيينا أسوأ من بيان جنيف وهو أقل حظا من التحقيق من الأول بالرغم من متطلباته الدنيا.
لا طهران ولا طغمة الأسد على استعداد للتنازل عن أطماعهما وبالتالي لوقف القتال. ولا يعمل التدخل الروسي حتى الآن إلا على تعزيز قوتهما العسكرية وتقديم الغطاء الجوي للمعارك التي يخوضونها ضد المقاتلين السوريين الأحرار. ولن يقبل أحد منهم الجلوس على طاولة المفاوضات قبل أن يضمن قلب ميزان القوى بشكل حاسم. وهذا هو العربون الروسي لايران وطغمة الأسد القريبة من موسكو.
لاينبغي للمعارضة وحلفائها ان ينخدعوا بأوهام الحل السياسي الموعود، فليس المقصود بالوعود المعسولة والناجمة عن التدليس والتغطية على كل المصاعب والخلافات وتناقضات المصالح سوى إضعاف إرادة المقاتلين على الاستمرار وحرفهم عن طريقهم وربما، أكثر من ذلك ، دفع حلفاء المعارضة إلى تخفيف الدعم عنها أملا في تقليص حجم الاستثمارات والنفقات.
المعارك العسكرية ستكون أكثر شراسة في الأشهر القادمة مما كانت حتى الآن. ولن تتردد موسكو وطهران وحزب الله ونظام المخابرات السورية في تمزيق بيان فيينا في أي لحظة بعد أن يتحقق الهدف منه كما فعلوا من قبل بجميع مبادرات السلام العربية والدولية وبيان جنيف١ الذي صوتت عليه روسيا نفسها في مجلس الأمن قبل أن تنصح المعارضة في الأشهر الأخيرة بالتخلي عنه والقبول بحكومة وحدة وطنية بدل الهيئة الانتقالية كاملة الصلاحيات.
محور العمل الأساسي الذي ينبغي أن تعمل عليه المعارضة السياسية مع استمرار التعبئة والمواجهة هو القفز على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدفع ملف سورية إلى محكمة الجنايات الدولية الذي يشكل الأداة الوحيدة للضغط السياسي على النظام وحلفائه الذين رفضوا تطبيق قرارات الأمم المتحدة ولا يزالون يستخدمون سلاح التجويع والقصف العشوائي وتهديد حياة المدنيين لترويع السوريين ودفعهم للخضوع أو الرحيل.