في خطط العرب من أجل السلام والاستقرار

:: موقع د.برهان غليون

 

بالتاكيد سيقدم التفاهم العربي الامريكي الجديد الذي دشنته صفقات عسكرية واقتصادية كبيرة في الرياض هذا الاسبوع فرصة أكبر لالتقاط الانفاس عند العرب والخليجيين، لكنه لن يشكل أي حل بالنسبة للمستقبل. وأخشى بالعكس أن يحصل تسكين ألم المريض على حساب البحث عن دواء شاف للمرض، ويعمل بالعكس على تأجيل العلاج الناجع وبالتالي على تفاقم الداء. فمما لا شك فيه أن ايران هي السبب الرئيسي في تقويض اسس استقرار المنطقة وتهديد امنها وتفكيك دولها، بسبب طمعها في ان تتحول إلى امبرطورية، اي امبريالية اقليمية مهيمنة تستفيد من عوائد الهيمنة وريعها لتحسين موقفها وموقعها الدوليين. لكن ايران ليست السبب في خلق المشكلة. وما كان بإمكان طهران ولا غيرها ان تعبث بالأمن والاستقرار والتماسك الوطني لشعوب المنطقة العربية لو لم تجد في هذه الشعوب والبلدان عوامل التفسخ والفساد والضعف وعجز النخب عن إدارة شؤون مجتمعاتها وحكمها وقيادتها بطريقة ناجعة. وإزاحة ايران من ساحة المسابقة على اقتسام جسد المشرق العربي لا يعني شفاء هذا الجسد، ولا ضمان ان يعود امره إليه وحده، وإنما ربما حلول من هو أقوى منها محلها في تقويض المشرق العربي من الداخل واستخدام نقاط ضعفه وانقساماته وفساد نظمه ونخبه من أجل ابتلاعه وتحويله إلى قطع غيار في مشاريع تتجاوزه وتقوم على حساب مصالح شعوبه وقدرته على اقامة اي شكل من اشكال الدولة او المجتمع المتفاهم والمنظم والفعال.