الاغتصاب الثاني للقدس 

:: face book

 

من أجل تعزيز موقفه السياسي أمام خصومه، الذين يقتربون من اتهامه بالحصول على مساعدة روسيا في الانتخابات الرئاسية، يهم ترامب بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل، متحديا التفاهم الدولي الواسع حول الوضع الديني والسياسي والقانوني الخاص لهذه المدينة المقدسة ثلاثا، ويفجر أزمة تعطيل حل المسألة الفلسطينية كما لم يحصل من قبل. 
هذه ليست رسالة سيئة للعرب والمسلمين الذين يريد ترامب بقراره هذا اهانتهم وتضييق الخناق عليهم في فترة هم احوج ما يكونون لطمئنتهم على مكانتهم الدولية فحسب، لكنها أيضا هدية مجانية لمتطرفي النصرة وداعش الذين لا يحتاجون إلى أكثر من ذلك لتحشيد الشباب المسلم من جديد ضد الغرب الظالم. وهي بالمثل نفحة هواء قوية لسياسة طهران التوسعية والامبرطورية، وذريعة لاتقدر بثمن لتبرير عدوانها على الشعوب العربية باسم الممانعة في فلسطين. 
بدل أن تساهم في تحجيم التوسعية الايرانية، كما لم تكف الدبلوماسية الامريكية عن التأكيد، تصب هذه الخطوة، الحمقاء، غير المشروعة وغير المبررة، الزيت على نار حروب ايران المشتعلة في اكثر من دولة عربية وتعزز حججها. 
يمكن للعرب والمسلمين، إذا وحدوا صفوفهم وأظهروا تكاتفهم للدفاع عن حقوقهم التاريخية والدينية في القدس، دولا وشعوبا، أن يجبروا الإدارة الأمريكية على التراجع عن قرارها أو أن يعاقبوها كما اعتادت أن تعاقبهم، إن لم يكن على مستوى الدول فعلى مستوى الشعوب. ولتكن معركة الدفاع عن حق العرب والمسلمين وقبلهم الفلسطينيين في القدس التي تشكل واحدة من أغلى عواصمهم الدينية، الاسلامية والمسيحية، خطوة على طريق استعادة الكرامة والسيادة والاستقلال.