استقالة الحريري وبداية تصفية المكاسب التوسعية الايرانية

:: face book

 

تعكس استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري التي اعلنها من السعودية اليوم الطريق المسدود الذي تجد نفسها فيه الانتصارات الخلبية التي حققتها قوى ايران المركزية والفرعية معا. فبدل أن ترسخ موقع ايران وتزيد من صدقيتها ونفوذها أثارت ضدها خوف العديد من البلدان العربية والأجنبية وفي مقدمها الادارة الامريكية ذاتها. وبعد أن شهدت مرحلة الانتشاء بالانتصارات العسكرية السهلة عليها اليوم أن تواجه ريح العواصف الشديدة التي أثارتها وتأكل ثمارها المرة. 
لأنها تفتقد للشرعية ولا تحمل في طياتها أي مشروع مقنع ومفيد لشعوب المنطقة ،بل حملت لها بالعكس مشروع الحرب والهيمنة الطائفيين المدمرين للمجتمعات، تحولت القوة الفائضة الايرانية من رصيد إلى عبء وفخ يزيد من تعنتها وتطرف سياساتها ويفاقم لامحالة من عزلتها وعداء العالم لها وخوفه منها وكرهه لخياراتها. وهو ما ينطبق على أذرعها الممتدة في الاقليم وفي مقدمها حزب الله. 
هكذا ستشهد المرحلة القادمة كيف ستتحول انتصارات طهران وحزب الله الدموية إلى وبال عليها، ولن تستطيع أن تقطف ثمارها بالرغم من الدمار الذي تسببت به للعديد من الدول المجاورة بل بسببه أيضا. وهي مكرهة منذ الآن على الانتقال إلى الخطوط الدفاعية ومواجهة الهجومات التي ستتعرض لها والثأرات التي فجرتها في كل مكان ضد سياستها التوسعية الدموية.. 
ما من شك في أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هي إشارة انطلاق الحملة الدولية لإرجاع ايران وميليشياتها عن المكاسب غير المقبولة التي حققتها على حساب استقرار المنطقة وسيادات الدول وحريات الشعوب وحقوقها الطبيعية، في ما يتجاوز العقوبات التي فرضت على رموزها وقادتها. لن تكون مواجهة سهلة بل قاسية ومكلفة للجميع حبلى بالمخاطر والمفاجآت، لكنها لن تنتهي قبل أن تنهي آثار الغزوة الايرانية الكبرى، وربما لن يخرج منها أي من الأطراف المتنازعة كما كان عليه من قبل.