الدفاع عن الصورة العربية

2002-01:: الوطن

في مخاطر استمرار الصورة السلبية الشائعة عن العرب

لم تستطع التأكيدات المتزايدة من قبل المسؤولين الغربيين على ضرورة التمييز بين الاسلام والارهاب ولن تستطيع أن تزيل الاختلاطات العميقة التي رسختها عقود طويلة من الخلط والتشويش والربط المتعسف والمقصود في الكثير من الأحيان بين صورة المسلمين والعرب خصوصا والعنف الذي يميز نمط حياتهم. ويعتقد الغربيون الذين يأخذون بنظرية صراع الحضارات التي لم تكن ذات تأثير سلبي في أي فترة سابقة كما هي اليوم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن مشكلة المسلمين والعرب على رأسهم هي أنهم يريدون فرض نمط حياتهم وتفكيرهم على غيرهم من الشعوب، خاصة على الشعوب الغربية التي يكرهونها ويودون الانتقام منها لتصفية حسابات تاريخية سابقة، آخرها حسابات الفترة الاستعمارية. وهذه الإرادة الاسلامية والعربية في فرض القيم وأنماط السلوك الخاصة بهم على غيرهم هي التي تشكل المصدر الرئيسي للعنف الذي تشهده هذه المجتمعات وهو العنف الموجه بشكل رئيسي نحو الغير والآخر. 
ويكفي هذا العرض المبسط للموقف الشائع عموما عند الغربي المتوسط أو البسيط حتى تبرز بشكل واضح الطبيعة العدوانية للعالم العربي والاسلامي، والمخاطر الكبيرة الناجمة في نظر الغربيين عن تركه يحقق مآربه وأهدافه. ذلك أن التنازل أمامه يعني ببساطة تخلي الغرب عن كل قيمه وعاداته وأنماط حياته وتفكيره التاريخية والخاصة، وفي مقدمها الديمقراطية وحقوق الانسان والعلمانية والاحترام الأساسي للفرد وحرياته الفكرية والاعتقادية. إن العالم العربي يبدو في هذا السياق وكأنه يريد إعادة العالم إلى القرون الوسطى وتجريدها من جميع المكاسب الحضارية التي حققتها بصراعات طويلة ودامية، وذلك لأنه لم يستطع هو نفسه أن يخرج من هذه الحقبة وقيمها وتقاليدها وأنماط تفكيرها. 
ولا بد من الاعتراف أن ردودنا المتواصلة نحن العرب على هذه الحملات أو ما يشبه الحملات المنظمة ضد العرب والمسلمين لم تحقق نتائج تذكر، وهي غالبا ما تكون صعبة التوصيل والنقل، بسبب استهجان الاعلام الغربي لطروحاتنا. فعبثا نؤكد منذ عقود على أن ما تطالب به جماعات متطرفة ومحدودة العدد لا يعبر عن مطامح الأغلبية الساحقة لا من العرب ولا من المسلمين، وأن ما يطالب به العرب هو تحقيق حد أدنى من العدالة واحترام المباديء القانونية الدولية التي تنتهك يوميا في فلسطين أو في غيرها من البلدان العربية، بما في ذلك من قبل أنظمة محلية مدعومة من الخارج. فنحن نبقى غير مقنعين تماما• فمن جهة أولى لا تبرز وسائل الإعلام الغربية إلا الصور التي تظهر الجمهور العربي والاسلامي في حالة غضب عارم ضد الغرب أو في حالة من التعبئة والهياج الذي يظهر عداءا واضحا للغرب. ومن جهة ثانية تقول الدعاية الاسرائيلية المبثوثة في الصحافة الغربية مباشرة، ومن قبل صحافيين غربيين موالين لاسرائيل، وهذا هو سر قوة نفوذها، إن العرب بتوجيههم التهمة إلى إسرائيل إنما يريدون التهرب من مسؤولياتهم، وأن إسرائيل ليست السبب الحقيقي للارهاب والعنف الصاعد في المنطقة، وأن العنف الذي يمارسه العرب فيما بينهم وداخل دولهم نفسها تجاه بعضهم البعض يبين أن المسألة لا علاقة لها باسرائيل• ومن جهة ثالثة تبدو أطروحاتنا في هذا المناخ الصدامي والعدائي وكأنها من قبيل الدفاع عن الذات أو أنها مرتبطة بدوافع قومية لا موضوعية ولا علمية.
والواقع أن مسألة صورة العرب في الغرب تتجاوز معركة الاعلام ذاته لتمس طبيعة السياسات العملية التي تمارسها الدول الغربية المتآلفة البارحة في التحالف الدولي ضد العراق واليوم في التحالف الدولي ضد أفغانستان. فالتصريحات وحدها للمسؤولين الغربيين ليست كافية لتغيير ما أصبح يعتبر من باب البديهيات حول غايات العرب ومشاريعهم الظلامية ومؤامراتهم الارهابية الغادرة• فالرأي العام الغربي يدرك بالبداهة أن التصريحات الايجابية التي يدلي بها زعماؤه حول الاسلام والعروبة للمناسبة لا تعكس حقيقة المخاوف الغربية والشكوك الفعلية تجاه العرب ولكنها تحاول أن تخدر الرأي العام العربي حتى لا يتعاطف بقوة مع نشاط تنظيم القاعدة وحكومة طالبان باسم الاسلام أو العداء للولايات المتحدة الأمريكية، ويضعف من ثم هامش المبادرة الاستراتيجية للتحالف الدولي، خاصة في داخل الدول الاسلامية المشاركة فيه، وفي مقدمها الباكستان التي كانت معرضة لضغوط داخلية شديدة تهدد بدفعها للانفجار. فالممارسة تظهر، وهذا هو المحك، أن كل عربي متهم حتى يثبت براءته، حتى لو تبنى أطروحات لاتمت بصلة لأطروحات الحركات المتطرفة، بل حتى لو كان مسيحيا. والممارسة تظهر كذلك أن الضمانات القانونية التي تقدمها الدول الغربية اليوم في هذه الأزمة للعربي والمسلم أو للسكان من أصل عربي ومسلم ليست هي نفسها التي تقدمها لسكان البلاد الأصليين، لا بل إن حياة العرب والمسلمين الأبرياء الذين يسقطون بالعشرات بين المدنيين في الحرب الارهابية وغير الارهابية ليس لها القيمة ذاتها التي لحياة المدنيين والأبرياء من غير العرب والمسلمين. وإذا كان كلام المسؤولين الغربيين عن تسامح الاسلام لا يقنع الغربيين أنفسهم، فإنه لا يقنع أيضا، ومن باب أولى، المسلمين.
لا ينبغي التغطية على حقيقة أن هناك غبنا كبيرا واقعا على العرب في الاعلام الدولي. وأنه ليس من صالح العرب ولا يحق لهم أن يتركوا هذا الأمر يستمر من دون مواجهة، تحت خطر دفع الثمن الغالي لتقاعسهم عن تصحيح صورتهم ولا أقول تحسينها أو تلميعها، حتى لا يضطروا إلى التضحية بمصالحهم الحيوية ويتعرضوا للانكشاف الايديولوجي كما حصل لنظم العراق وأفغانستان الذين أصبحا نموذجان للانتهاك الشامل لحقوق الانسان الذي يبرر في نظر الحكومات الغربية الحرب والدمار الذين تعرضا لهما. وهذا اتجاه سائد وسيسود ويتطور في أوساط الرأي العام الغربي تحت تأثير اليمين الباحث عن عدو للتعبئة الشعبية والشعبوية لجمهور قلق على مستقبله ومصيره، وذلك بالرغم من التصريحات المطمئنة التي يقدمها لنا اليوم بعض المسؤولين الغربيين هدية مجانية لقاء التغطية السياسية والدينية للحرب الأفغانية• لكن بالتأكيد لا يمكن لهذا الرد أن يتخذ شكل الشكوى التي لن تستثير عطف أحد ولكنها ستزيد من رغبة الوحوش الكاسرة بافتراس ضحية تبدو أقل قدرة على المقاومة مما كان سائدا من اعتقاد• كما أنه لا يمكن أن يتخذ شكل الممارسات الاستفزازية سواء أكانت على شكل اتهامات عامة ومظالم تاريخية أو على شكل دعاية مضادة• فالاتهامات تظهر في هذه الحالة من الصراع وسوء الفهم وانعدام الثقة نوعا من التملص من المسؤولية برمي المشاكل التي يعاني منها العالم العربي على الآخرين، والدعاية المضادة تبدو ضعيفة وغير ناجعة أمام طوفان الاعلام الغربي الذي يتفاعل مع مشاعر الشعوب الغربية ويستجيب لمشاغلها وأولوياتها. 

 

اقتراحات في سبيل بناء أسس تواصل وحوار دائمين مع الغرب

في إطار الرد على حملات التشويه التي تتعرض لها الجماعة العربية والاسلامية تبرز للمقدمة منذ بعض الوقت، خاصة بعد النجاح الذي حققته قناة الجزيرة بمناسبة تغطية الأزمة الأفغانية، العديد من المشروعات الجديدة لإنشاء قنوات تلفزية موجهة نحو الخارج وباللغات الأجنبية• ولا داعي للقول إن وجود قناة تلفزيونية تستخدم اللغات الأجنبية، وليس بالضرورة اللغات الأوربية والأمريكية فحسب أمر مفيد جدا بل ضروري• فأي أمة تريد أن يكون لها أو لثقافتها حضورا عالميا ينبغي أن تجهز نفسها بوسائل التواصل الجماهيرية الحالية التي تمثلها التقنية التلفزية أفضل تمثيل. 
لكن التلفزة وحدها لا تكفي، لأن التواصل لا يكون عن طريق الدعاية ولا الترفيه فحسب، ولكنه يحتاج أيضا إلى أن يتدعم بتواصل فكري وروحي وإنساني، وتواصل علمي يسمح لجميع المهتمين بالشـؤون العربية أو بشؤون العالم ككل بمعرفة المساهمات العربية وتبادل المعارف وخلق علاقات شخصية بين المختصين. ولذلك هناك أيضا ضرورة لانتاج مجلات متخصصة عربية باللغات الأجنبية، في مختلف العلوم والنشاطات، وعلى الأقل في العلوم الاجتماعية الاقتصادية والسياسية والانسانية. 
ثم إن البقاء في إطار التواصل الفكري ليس كافيا للخروج من دوامة التجاهل الحقيقي للعالم العربي ولقيمة انتاجه الثقافي والفكري والعلمي من قبل الأوساط الاختصاصية الغربية. ويبدو لي أن من الضروري أن يكسر العالم العربي جدار التجاهل هذا، وأن يخلق وقائع تدفع إلى تفاعل أكبر بين المختصين العرب والغربيين والأجانب عموما. وأعتقد أنه سيكون من المفيد جدا أن تبادر الدول العربية إلى تنظيم مؤتمر سنوي دوري يتم كل سنة في عاصمة عربية جديدة بين المختصين في العلوم الاجتماعية العرب والأجانب. ومثل هذا المؤتمر يحصل في الواقع في الولايات المتحدة كما يحصل في فرنسا. لكن للأسف قليل جدا من المختصين العرب المقيمين في البلاد العربية لديهم الامكانيات الكافية لمتابعته، كما أن انعقاده في عاصمة من العواصم العربية يسمح للمختصين الأجانب بالتعرف بصورة دورية على تطور العالم العربي ويعمق علاقاتهم بالأوساط العلمية العربية، ويساعد على تطور هذه الأوساط وبث الحيوية التي تفتقر إليها فيها وربطها بحبل الاختصاص العالمي، كما يزيد من تعاطف المختصين الأجانب مع قضاياه.
وأعتقد أن من الممكن جدا اليوم أن يستغل العرب المناخ السائد بين أوساط الدبلوماسية الغربية، للتفريق بين الاسلام والعروبة من جهة وبين الارهاب من جهة ثانية، مهما كانت الدوافع والغايات، لبناء أسس تعاون ثقافي وعلمي مثمر وطويل المدى بين العالم العربي والكتل الدولية الأخرى• لكن في جميع الأحوال لن يكون لمثل هذا العمل أي قيمة إن لم ينطلق من منهج واضح يقوم على العمل العربي المشترك ويعتمد على تفاهم عربي حقيقي وتعاون جماعي جدي. فالعمل المقتصر على دولة واحدة من الدول العربية أو الذي تقوم به كل دولة على حدة لا يمكن أبدا أن يشكل إطارا لتغيير الصورة ولكنه يساهم بصورة أكبر في ترسيخ ما هو قائم من صورة مشوهة عن عالم عربي غريب الأطوار وغير مفهوم أبدا لأنه يبدو غير قادر هو نفسه على التفاهم، ولا يشكل أي قوة ذات قيمة جيوسياسية تستحق أن تعامل كشريك دولي ومحاور حضاري. فليس من المفيد للعالم العربي أن يدخل باب التواصل والتفاعل والحوار مع العالم الغربي في صورة مجموعات من الدول الصغيرة والكثيرة التي تعيش حياتها متسولة على الدول الكبرى من أجل الحصول على حماية ومساعدات أو منح ضيئلة للطلبة أو لتحقيق مشاريع استهلاكية محضة. فمثل هذا الوضع لا يخلق الشروط النفسية والمادية التي تسمح للمختصين والمسؤولين وأصحاب القرار الغربيين أن يأخذوا الأمر على محمل الجد وأن يتجاوزوا في علاقاتهم وتواصلهم مع العالم العربي مستوى المجاملة الدبلوماسية ومراعاة المظاهر الشكلية، كما هو الحال اليوم في أغلب الأحيان. وأعتقد أن من الممكن لمنظمة العلوم والتربية والثقافة العربية التابعة لجامعة الدول العربية إذا أعيد إحياؤها وتنشيطها أن تشرف على قسم كبير من هذا النشاط العلمي والثقافي الموجه نحو الخارج• لكن لا ينبغي أيضا أن نتجاهل دور الجمعيات العربية العلمية والمجتمع المدني العربي عموما في بناء أسس هذا الحوار الدائم والتفاعل المستمر مع الغرب.
وتحضرني في هذا المجال تجربة أعتقد أنها رائدة فيما تمثله من امكانات وفرص لتحقيق التدوال والتعارف الدائم والجدي والحوار بين الثقافات، وهي تجربة معهد العالم العربي في فرنسا. فمهما كانت ملاحظات بعض العرب، من رسميين وغير رسميين، على نشاطات هذا المعهد وطريقة إدارته، ومهما كانت طبيعة العلاقة التي تربطه بالمثقفين وبالجمهور معا، فقد أعطى، بمجرد وجوده، مركز ثقل كبير للعرب المقيمين في فرنسا، وعمل على زيادة نظرتهم لأنفسهم بصورة ايجابية وساهم في الارتقاء بنزوعاتهم الفكرية والانسانية وطمأنهم على قيمة حضارتهم التاريخية ورفع من مستوى طموحات أبنائهم. وقد شجع كل ذلك على امتصاص أجواء التوتر التي تحيط بوجودهم وشجع لديهم ديناميكية التعايش والاندماج والمشاركة الايجابية في حضارة عصرهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.
لكن بقدر ما ساهم معهد العالم العربي في تدعيم مشاعر الثقة بالنفس والانتماء الحضاري لدى العرب المقيمين في فرنسا وسمح لهم بتحسين صورتهم والاسراع في اعتراف المجتمع الفرنسي بهم كمجتمعات حضارية، ساهم أيضا في تزويد المجتمع الفرنسي، أو على الأقل الفئات والأوساط المهتمة بالسياسات الخارجية وبالمنطقة العربية بعناصر ملموسة وفي عين المكان لمعرفة حقيقة ثقافة العرب المعاصرة وطبيعة مطامحهم وآمالهم، وأيضا ما تعج به مجتمعاتهم، كسائر المجتمعات، من اختلافات فكرية وسياسية ومن صراعات ونزاعات داخلية، ومن تساؤلات عميقة حول حاضرهم ومستقبلهم ومن مشاكل كبيرة وطنية واقتصادية واجتماعية وأنسانية ودينية وأخلاقية لا تزال تحتاج إلى الحل. ومعرفة العرب على حقيقتهم تقلل من شكوك الآخرين بنواياهم، وربما ساهمت في دفع بعض الغربيين إلى التعاطف بصورة أكبر معهم لايجاد حل لهذه المشكلات. وعلى جميع الأحوال أسفرت تجربة معهد العالم العربي عن خلق شبكة واسعة ووثيقة من العلاقات الانسانية والشخصية بين العديد من عناصر النخبة الثقافية والسياسية الفرنسية والعربية، وجعلت من العرب شعوبا حية، من لحم ودم، تحتفل وتتألم، تعاني وتطمح وتأمل، ولم يعودوا مجرد أفكار ومفاهيم مجردة في الجهاد والغزو والاسلمة والارهاب.
وفي هذه اللحظات الصعبة التي تعيشها العلاقات العربية الأوربية والاسلامية الغربية بشكل عام، تبدو فكرة إقامة معهد للتعريف بالثقافة العربية وتنشيط التواصل والتبادل الفكريين بين مجتمعات عاشت لحقب طويلة في صراعات دامية لاتزال عباراتها تتردد حتى اليوم في صدى نزاعات الحاضر، أكثر من أي حقبة أخرى فكرة عبقرية. فقد جسدت منطق حوار الثقافات والشعوب قبل ظهور مفهومه وتبلوره•ولا شك أنه كان من الممكن لبناء معاهد من هذا النوع في مناطق العالم الثقافية المختلفة، في أوربة وأمريكا وآسيا وأفريقيا والشرق العربي أن تخفف كثيرا من التوترات العالمية التي تقود إليها النزاعات العسكرية والتجارية والاقتصادية، وتقطع الطريق على منطق الحرب وصراع الحضارات الذي أصبح اليوم منطق العلاقات الدولية من دون منازع تحت دافع السيطرة الكونية وحب التفوق والانفراد بالقرار وبالمصالح الحيوية لدى الدول الأعظم.
تجربة معهد العالم العربي تجربة رائدة وفذة في التقريب بين الثقافات والشعوب. وتوسيع بناء مثل هذه المعاهد في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربة الأخرى يشكل أكثر من أي خطاب عابر عن التسامح والتمييز بين الاسلام والارهاب الرد العملي والمادي على تصاعد نزعة العنصرية ومعاداة العرب والاسلام في بلدان جعلت من تشويه صورة العرب والحط من قيمة ثقافتهم ومعتقداتهم سياسة ثقافية وطنية، وذلك حتى تبرر إرادة الاستمرار في التلاعب بمصيرهم والسيطرة عليهم. والتحكم بمواردهم الأساسية.